صفارات الإنذار: ذات ليلة كنت أتتبع الأخبار كالعادة، و كنت مستلقيا مسترخيا على الأريكة، و فجأة إنقطع التيار الكهربائي، فقمت من مكاني مسرعا لأن هذا لم يحدث من قبل في بلادي قط!
تفقدت الهاتف فوجدته متوقف عن العمل و لا حرارة فيه، فتساءلت بيني و بين نفسي ماذا حدث؟
و إذا بصفارات الإنذار تنطلق في الأفق محذرة من هجوم وشيك؟؟
سارعت إلى الجيران أتفقدهم فلم أجد منهم أحدا، كلهم غادروا و تركوا منازلهم لا أدري إلى أين توجهوا
كل الشوارع مظلمة، و صفارات الإنذار لا يزال صداها ينخر العقول و الأذهان...
و فجأة سمعت دويا شديدا جعلني أنبطح أرضا، واصلت التقدم زحفا باحثا عن مكان يعصمني من الإنفجارات التي تكررت تباعا، لمحت ضوءا خافتا في مكان قريب مني فلجأت إليه بسرعة، عندما وصلت إليه و جدت رجلا أسنانه تصطك بعضها ببعض، و كان في الخمسين من عمره، فبعد أن هدأت من روعه سألته: ماذا يحدث؟
فأجاب: أين أولادي؟ أين زوجتي؟ و أجهش بالبكاء ثم بدأ يردد قتلوهم كلهم قتلوهم و لم يتركوا أحدا. لقد سقطت قنبلة من السماء على منزلي حينما كنا نحتمي و نختبئ داخله.
قلت له: و ما يدريك أنهم ماتوا ربما نجوا كما نجوت أنت، محاولا التهديء من روعه.
فقام فجأة و قال: لا بد لي أن أبحث عنهم وسط الركام الذي خلفه الإنفجار، أمسكته و قلت اصبر حتى تهدأ الأمور، فلا يزال صوت الإنفجارات يدوي.
سمعنا صراخا شديدا يأتي عن يمين المكان الذي كنا نختبئ فيه، فقمت أتفقده فإذا بالرجل يمسكني من قدمي و يقول احذر، فهناك من يحمل السلاح يترقب أدنى حركة فتكون ضحية خوفهم.
لم أكترث لكلامه و جريت بسرعة تجاه الصوت...
يتبع...