www.englandtimes2.com
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

www.englandtimes2.com

منديات انجلد تايمز
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 ----- موت خلف المعبر !! _____مؤثرة جداً وواقعية____ لأول مرة ليست بقلمي -----

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
c.ronaldo
مشرف عام
مشرف عام
c.ronaldo


المساهمات : 140
تاريخ التسجيل : 27/06/2008
العمر : 31

----- موت خلف المعبر !! _____مؤثرة جداً وواقعية____ لأول مرة ليست بقلمي ----- Empty
مُساهمةموضوع: ----- موت خلف المعبر !! _____مؤثرة جداً وواقعية____ لأول مرة ليست بقلمي -----   ----- موت خلف المعبر !! _____مؤثرة جداً وواقعية____ لأول مرة ليست بقلمي ----- Icon_minitimeالسبت يونيو 28, 2008 4:59 am

زمن الغدر والقهر</SPAN>
بقلم : عابر سبيل </SPAN>
فلسطين48

عندما ينتحب القلب, تنوح عليه أو بسببه, اعضاء الجسد كافّة.. تذبل العينان .. والوجه ينحسر
عن جلده الدم .. تضعف عضلات العنق .. والمعدة تفقد كل شهيتها..

ها هو رأسها الصغير ثقيل ثقل الهم.. وعيناها ينز منهما ماء الدمع, رغم اشتعال محجريهما سهرًا وحزنًا.. تنظر أسفل منها, فترى مرجًا شاسعًا من النجوم.. أضواء بنايات المدينة وسياراتها تمتد ملء المدى.. بعضها قريب وساطع كأنه يتحدى.. وبعضها قد أصابه اصفرار الشحوب, كأنه يفنى.. بعضها ثابت.. وبعضها يجري قليلا ثم يختفي كأنه شهاب تهاوى..
من يعرفها هنا..؟ من يشعر بوجودها..؟ من يفهم لغتها..؟ من يأبه لها..؟ وحده البحر.. كانت تمشي بأحلامها فوقه كل ليلة,
</STRONG>
حتى تصل بيتها, على شاطىء البحر ذاته, في مدينتها التي كانت, وقت تركتها, تغرق في حصار الظلام..
أليس مفارقة أن يتمنى المرء احيانًا لو يلفظه الضوء إلى جوف الظلمه..؟
لم يسمحوا لزوجها بمرافقة ولدهما ابن الثامنة لتلقي العلاج هنا.. اوقفوه عند المعبر .. قالوا له بفظاظة : 'انت , إلى هنا'..
عانقت اطفالها الثلاثة الآخرين, الذين تعلقوا بذيل فستانها.. وبكت.. بعدها ودعت زوجها, وبأطراف أناملها مسحت دمعتين
</STRONG>
جالتا في زوايا عينيه.. وجاءت..
على مدى سبعة ايام متواصلة حاول أطباء مشفى "ايخيلوف "الشاهق البناء والمستوى, في تل ابيب, انقاذ حياته, لكن دون جدوى.. كانت أحشاؤه قد تهتكت كليًا بفعل الاصابه..
"مات رجاء" قالت لزوجها عبر الهاتف, وسقطت السماعة من يدها, لتجهش في بكاء صامت, مثل حرة عربية تم المساس بكرامتها..
كيف فاجأها الموت هكذا.. وحيدة.. بعيدة.. غريبة.. وبائسه..؟
قبل ولوجه الباب الرئيسي للمشفى, حوالي التاسعة صباحًا, صحبة زوجته وولدهما ابن الثامنة, لإجراء فحص معين للولد, لمحها هناك.. على المقعد الحجري وحدها..
بعد ساعتين, وقت خرجوا من نفس الباب , كانت ما تزال متحجرة على نفس المقعد.. عاطلة عن الأمل..
توقف.. كرر النظر.. كان هندامها وذكاؤه كافيين ليجزم أنها من هناك.. حيث شطره الآخر.. هاتف غريب شهق في أعماقه أنها تتستر على مصيبة..
أومأ لزوجته وابنه فييموا كلهم صوبها.. عندما صار في مواجهتها تمامًا تأكدت ظنونه ..
كانت في اواسط الثلاثينات.. وكان في عينيها أسى مثل أسى الذي يحمل في قلبه مقبره.. نظراتها منهكة كأنها فقدت أي وقت للحياة.. عندما تكلمت كان لصوتها نبرة من تتوسل القدر لكنس رصيف أحزانها.. تلك الاحزان اللحوحه كهاتف يرن ولا يرفعه أحد..
قالت ان ولدها يرقد في ثلاجة الموتى منذ ثلاثة أيام .. لان مكتب سيارات الاسعاف الذي هنا يرفض نقله, بحجة ان المكتب الذي هناك, من الجهة الأخرى للمعبر, لم يقم بالترتيبات والتعهدات المناسبة .. تتوسل حارس بهو الاموات لتلقي على الجثة نظرتين او ثلاثا كل نهار .. امّا في الليل فتقف لساعات على شرفة الطبقة الثانية عشرة للمشفى.. كأنها على أرجوحة معلقة في السماء.. لا لتبكي .. فهي قد غدت في حالة تحسد فيها من يستطيعون البكاء.. بل لتنتظر, مصغية لهدير ذلك المخلوق المتمدد بكسل حتى بيتها .. وحده البحر كان قادرًا على التعاطف مع تشرد وجدانها..
لم يفكر طويلا .. بل لم يفكر مطلقًا .. هو كان يؤمن أن التفكير وإجراء الموازنات العقليه قد يحرم الرجل, في بعض المواقف, متعة أن يكون رجلا .. بل ويعرف أن أكثر المواقف نبلا في حياته كلها كانت تلك التي تبنّاها دون تفكير..
طلب من زوجته اصطحاب ابنهما وانتظاره في المرآب حيث السياره, فيما اصطحبها الى الداخل .. ساعدته جنسيته, تجربته ولغته على اتمام اجراءات تسريح الجثمان بسرعه .. أخذ الاوراق وطار نحو ثلاجة الموتى, وهي في أثره, لا تكاد تلحقه.. طلب منها أن تشير له نحو الجارور حيث الجثه .. سحب الجارور برفق .. أشار اليها لتلقي على وجهه نظرة, لتفادي أي خطأ قد يقع ..اتصل بزوجته طالبًا منها ادخال ولده الى السيارة كي لا يراه حين يصل .. وأن تحاول التخلص مما في صندوق السيارة بإلقائه في أقرب صندوق للقمامه .. رفع الولد بين ذراعيه ومشى .. مدد الجثمان في الصندوق .. ولما ركبوا جميعًا , قالت له زوجته, التي لا تكاد تصدق ما ترى:' إلى اين '؟ قال : 'إلى غزه'..
لم تناقشه, لانها كانت تعرف انه مهيأ ليفعل ما هو أكثر جنونًا, أو شهامة, ولكنها اقترحت : ' بل أوصلني والولد إلى محطة القطارات.. نسافر الى البيت وحدنا .. لا تخف علينا.. ' .
انطلق بسيارته جهة الجنوب.. تجلس خلفه امرأة نصف ميته .. ووراءها يرقد طفلها الميت ..
حوالي الرابعة عصرًا كانا على المعبر.. لكنهم كانوا قد أغلقوه, بحيث لا يسمحون لأحد, ولو لجثمان, بالدخول او بالخروج .. أجرى عشرات المكالمات الهاتفيه .. أشرك في الموضوع نواب برلمان وشخصيات أخرى..
في السادسة والنصف تمامًا, كان 'رجاء' ممددًا في صندوق سيارة أجره.. وكانت هي الى جانبه, في الناحية الاخرى.. في يدها نصف النقود التي كانت في محفظته.. ليس مبلغًا كبيرًا, فقد كان هو أكثر نزاهة من أن يحتفظ بمبالغ طائلة..
مشت الى الوراء بضع خطوات.. قالت : 'ما اسمك '؟ أجاب : 'اسماء كل الناس لي'.. تمتمت بشيء لم يسمعه جيدًا.. ولن يعرفه الى الابد.. رفعت كفها الصغير تودعه.. رأها لاول مرة تبتسم .. كمن أحست أخيرًا بالطمأنينه.. تماسك إلى ان بدأت سيارته تنهب الارض باتجاه الشمال.. وأجهش بالبكاء..
</STRONG>
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
----- موت خلف المعبر !! _____مؤثرة جداً وواقعية____ لأول مرة ليست بقلمي -----
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
www.englandtimes2.com :: أدب وشعر :: القصص القصيرة-
انتقل الى: